رؤية ﺍﻟﺘُﺮﺍﺏ في المنام
ﻫﻮ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﻡ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻷﻬﻧﻢ ﺧُﻠﻘﻮﺍ ﻣﻨﻪ. ﻭﺭﲟﺎ ﺩﻝﹼ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺪﻭﺍﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺃﻫﻠﻬﺎ، ﻓﺎﻟﺘﺮﺍﺏ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﺑﻪ ﻗﻮﺍﻡ ﻣﻌﺎﺵ ﺍﳋﻠﻖ، ﻭﺍﻟﻌﺮﺏ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺃﺗﺮﺏ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻐﲎ. ﻭﺭﲟﺎ ﺩﻝﹼ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺃﻭ ﺍﳌﻴﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﱪ، ﻓﻤﻦ ﺣﻔﺮ ﺃﺭﺿﺎﹰ ﻭﺍﺳﺘﺨﺮﺝ ﺗﺮﺍﻬﺑﺎ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﻳﻀﺎﹰ ﺃﻭ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﺮﻳﺾ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﻗﱪﻩ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﺎﻓﺮﺍﹰ ﻓﺘﺮﺍﺑﻪ ﻛﺴﺒﻪ ﻭﻣﺎﻟﻪ ﻭﻓﺎﺋﺪﺗﻪ، ﻭﺇﻥ ﺍﻟﻀﺮﺏ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﺳﻔﺮﻩ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻃﺎﻟﺒﺎﹰ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﺭﺽ ﺯﻭﺟﺔ، ﻭﺍﳊﻔﺮ ﺍﻓﺘﻀﺎﺽ، ﻭﺍﳌﻌﻮﻝ ﺫﹶﻛﹶﺮ، ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻣﺎﻝ ﺍﳌﺮﺃﺓ . ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺻﻴﺎﺩﺍﹰ ﻓﺤﻔﺮﻩ ﺧﺘﻠﺔ ﻟﻠﺼﻴﺪ، ﻭﺗﺮﺍﺑﻪ ﻛﺴﺒﻪ ﻭﻣﺎ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪﻩ، ﻭﺇﻻ ﻛﺎﻥ ﺣﻔﺮﻩ ﻣﻄﻠﻮﺑﺎﹰ ﻳﻄﻠﺒﻪ ﰲ ﺳﻌﻴﻪ ﻭﻳﻜﺴﺒﻪ ﻣﻜﺮﺍﹰ ﺃﻭ ﺣﻴﻠﺔ.
ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﻧﻔﺾ ﻳﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ، ﺃﻭ ﻧﻔﺾ ﺛﻮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻏﻨﻴﺎﹰ ﺫﻫﺐ ﻣﺎﻟﻪ، ﻭﻧﺎﻟﺘﻪ ﺫﻟﺔ ﻭﺣﺎﺟﺔ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺩﻳﻦ، ﺃﻭ ﻋﻨﺪﻩ ﻭﺩﻳﻌﺔ ﺭﺩّ ﺫﻟﻚ ﺇﱃ ﺃﻫﻠﻪ، ﻭﺯﺍﻝ ﲨﻴﻌﻪ ﻣﻦ ﻳﺪﻩ، ﻭﺍﺣﺘﺎﺝ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﻳﻀﺎﹰ ﻧﻔﺾ ﻳﺪﻩ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﺳﺐ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﺗﻌﺮّﻯ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻪ. ﻭﺿﺮﺏ ﺍﻟﻴﺪ ﺑﺎﻟﺘﺮﺍﺏ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻀﺎﺭﺑﺔ ﻭﺍﳌﻜﺎﺳﺒﺔ، ﻭﺿﺮﻬﺑﺎ ﺑﺴﲑ ﺃﻭ ﻋﺼﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺳﻔﺮ ﲞﲑ. ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﺍﳌﺸﻲ ﰲ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﺍﻟﺘﻤﺎﺱ ﻣﺎﻝ، ﻓﺈﻥ ﲨﻌﻪ ﺃﻭ ﺃﻛﻠﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﳚﻤﻊ ﻣﺎﻻﹰ، ﻭﳚﺮﻱ ﺍﳌﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﺭﺽ ﻟﻐﲑﻩ ﻓﺎﳌﺎﻝ ﻟﻐﲑﻩ، ﻓﺈﻥ ﲪﻞ ﺷﻴﺌﺎﹰ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﺃﺻﺎﺏ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﲪﻞ. ﻓﺈﻥ ﻛﻨﺲ ﺑﻴﺘﻪ ﻭﲨﻊ ﻣﻨﻪ ﺗﺮﺍﺑﺎﹰ، ﻓﺈﻧﻪ ﳛﺘﺎﻝ ﺣﱴ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻦ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﻣﺎﻻﹰ، ﻓﺈﻥ ﲨﻌﻪ ﻣﻦ ﺣﺎﻧﻮﺗﻪ ﲨﻊ ﻣﺎﻻﹰ ﻣﻦ ﻣﻌﻴﺸﺘﻪ. ﻭﻣﻦ ﺭﺃﻯ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺴﻒ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻓﻬﻮ ﻣﺎﻝ ﻳﺼﻴﺒﻪ ﻭﺇﻥ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻣﺎﻝ ﻭﺩﺭﺍﻫﻢ، ﻓﺈﻥ ﺭﺃﻯ ﻛﺄﻧﻪ ﻛﻨﺲ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﰲ ﺑﻴﺖ ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﻓﻬﻮ ﺫﻫﺎﺏ ﻣﺎﻝ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ. ﻓﺈﻥ ﺃﻣﻄﺮﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺗﺮﺍﺑﺎﹰ ﻓﻬﻮ ﺻﺎﱀ ﻣﺎ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻏﺎﻟﺒﺎﹰ. ﻭﻣﻦ ﺍﻬﻧﺪﻣﺖ ﺩﺍﺭﻩ ﻭﺃﺻﺎﺑﻪ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﻬﺑﺎ ﻭﻏﺒﺎﺭﻫﺎ ﺃﺻﺎﺏ ﻣﺎﻻﹰ ﻣﻦ ﻣﲑﺍﺙ. ﻓﺈﻥ ﻭَﺿﻊ ﺗﺮﺍﺑﺎﹰ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﺃﺻﺎﺏ ﻣﺎﻻﹰ ﻣﻦ ﺗﺸﻨﻴﻊ ﻭﻭﻫﻦ. ﻭﻣﻦ ﺭﺃﻯ ﻛﺄﻥ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎﹰ ﳛﺜﻮ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﻋﻴﻨﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﺜﻮ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻳﻨﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﶈﺜﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻴﻠﺒﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻣﺮﺍﹰ، ﻭﻳﻨﺎﻝ ﻣﻘﺼﻮﺩﺍﹰ. ﻓﺈﻥ ﺭﺃﻯ ﻛﺄﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺃﻣﻄﺮﺕ ﺗﺮﺍﺑﺎﹰ ﻛﺜﲑﺍﹰ ﻓﻬﻮ ﻋﺬﺍﺏ. ﻭﻣﻦ ﻛﻨﺲ ﺩﻛﺎﻧﻪ، ﻭﺃﺧﺮﺝ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻭﻣﻌﻪ ﻗﻤﺎﺵ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺇﱃ ﻣﻜﺎﻥ. ﻭﻣﺸﻲ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﰲ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﺍﻟﺘﻤﺎﺳﻪ ﻣﺎﻻﹰ. ﻭﻣﻦ ﺣﺜﻰ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﻳﺼﻴﺒﻪ ﻫﻢ ﻻ ﻳﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﻠﹼﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻓﻴﻪ. ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻋﻤﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺣﻴﺎﺗﻪ. ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺯﺍﻕ ﻭﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻭﺍﻟﺸﺒﻊ ﻭﺍﳉﻮﻉ. ﻭﻣﻦ ﺭﺃﻯ ﺃﻧﱠﻪ ﺟﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺍﻟﻨﻈﻴﻒ ﺩﻝﹼ ﻋﻠﻰ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﻭﻧﺼﺮﺓ، ﻭﺭﲟﺎ ﺩﻝﹼ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻚ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻦ. ﻭﺭﲟﺎ ﺩﻝﹼ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺑﺔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﱵ ﺧُﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ، ﺃﻭ ﺗﺮﺑﺘﻪ ﺍﻟﱵ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ. ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻣﻊ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﻡ ﲪﻞ ﻣﺸﻜﻮﻙ ﻓﻴﻪ. ﻭﺭﲟﺎ ﺩﻝﹼ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺎﺀ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﻷﻧﻪ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ. ﻭﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺍﻟﺸﺎﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻳُﺤﺘﺎﺝ ﻓﻴﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻴﻤﻢ. ﻓﺈﻥ ﺣﺜﻰ ﺃﺣﺪ ﰲ ﻭﺟﻬﺔ ﺗﺮﺍﺑﺎﹰ ﺍﻣﺘﺪﺡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺸﻌﺮﻩ ﻭﺧﺎﺏ ﻗﺼﺪﻩ. ﻭﺭﲟﺎ ﺩﻝﹼ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﺳﺆ ﺍﳌﺼﺮﻉ. ﻭﺭﲟﺎ ﺩﻝﹼ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﲔ ﺍﳌﺪﻳﻦ. ﻭﻳﺪﻝ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻋﺔ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺇﳒﺎﺯ ﺍﻟﻮﻋﺪ ﻷﻧﻪ
ﻳﺘﺮﺏ ﺑﻪ ﺍﳌﻜﺘﻮﺏ. ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻨﺪﻩ ﺑﻀﺎﻋﺔ ﺑﺎﺭﺕ ﺧﺎﺻﺔ ﺇﻥ ﺭﺃﻯ ﻣﻌﻬﺎ ﺃﻭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﺮﺍﺑﺎﹰ ﻭﺇﻥ ﻋﻜﺲ ﺗﺮﺍﺏ ﺑﺎﺭﺕ.