باب ناين
X اغلاق

متى ليلة القدر؟أصحاب ليلة القدر؟دعاء ليله القدر؟كيف نعيش ليله القدر؟ لماذا سميت بليله القدر؟


شارك من خلال

وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً 105 وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلاً 106 وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ أي وأنزلنا عليك القرآن متضمنا للحق، ففيه أمر بالعدل والإنصاف ومكارم الأخلاق، ونهى عن الظلم والأفعال الذميمة، وذكر براهين الوحدانية وحاجة الناس إلى الرسل، لتبشيرهم وإنذارهم وحثهم على صالح الأعمال، انتظار ليوم الحساب والجزاء
وَبِالْحَقِّ نَزَلَ أي ونزل إليك محفوظا محروسا لم يشب بغيره، فلم يزد فيه ولم ينقص، وقد يكون المراد ونزل إليك مع الحق وهو شديد القوى الأمين المطاع فى الملأ الأعلى جبريل عليه السلام
وبعد أن مدح الكتاب مدح من أنزل عليه فقال
وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا مُبَشِّراً وَنَذِيراً أي وما أرسلناك أيها الرسول إلى من أرسلناك إليهم من عبادنا إلا مبشرا بالجنة من أطاعنا فانتهى إلى أمرنا، ومنذرا لمن عصانا فخالف ذلكوَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلًا أي وآتيناك قرآنا فرقناه أي نزلناه مفرّقا منجّما، وقد بدىء بإنزاله ليلة القدر فى رمضان، ثم أنزل نجوما فى ثلاث وعشرين سنة بحسب الوقائع
وسر نزوله هكذا بعضه إثر بعض أن تقرأه على الناس بتؤدة وتأنّ ليسهل عليهم حفظه ويكون ذلك أعون على تفهم معناه
أخرج البيهقي فى الشّعب عن عمر رضى الله عنه أنه قال تعلّموا القرآن خمس آيات خمس آيات، فإن جبريل عليه السلام كان ينزل به خمسا خمسا، وكذلك أخرج ابن عساكر عن أبى سعيد الخدري،
والمراد أن الغالب كذلك، فقد صح أنه نزل بأكثر من ذلك وبأقل منه
وفائدة قوله ونزلناه تنزيلا بعد قوله فرقناه- بيان أن ذلك التنزيل لمقتض وهو التنزيل بحسب الحوادث
أشار الكتاب الكريم إلى زمان نزول القرآن على رسوله صلى الله عليه وسلم فى أربعة مواضع من كتابه الكريم، والقرآن يفسر بعضه بعضا

ثم ذكر سبحانه بعض مزايا هذه الليلة المباركة فقال
تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ أي تنزلت الملائكة من عالمها الروحاني حتى تمثلت لبصره صلى الله عليه وسلم، وتمثل له الروح جبريل مبلّغا للوحى، وهذا التجلي على النفس الكاملة كان بإذن ربهم بعد أن هيأه لقبوله ليبلغ عباده ما فيه الخير والبركة لهم
ونزول الملائكة إلى الأرض شأن من شئونه تعالى، لا نبحث عن كيفيته، فنحن نؤمن به دون أن نحاول معرفة تفاصيله وأسراره، فما عرف العالم بعد علمه المادي بشتى وسائله إلا النذر اليسير من الأكوان كما قال تعالى «وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا»
والخلاصة- إن هذه الليلة عيد للمسلمين لنزول القرآن فيها، وليلة شكر على الإحسان والإنعام بذلك، تشاركهم فيها الملائكة بما يشعر بعظمتها، ويشعر بفضل الإنسان وقد استخلفه الله فى الأرض
سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ أي هذه الليلة التي حفّها الخير بنزول القرآن، وشهود ملائكة الرحمن، ليلة كلها سلامة وأمن، وكلها خير وبركة، من مبدئها إلى نهايتها ففيها فرّج الله الكرب عن نبيه، وفتح له سبل الهداية والإرشاد
وصل وسلم ربّنا على محمد الذي أكرمته بإنزال الدستور الشامل لخير البشر إلى يوم القيامة